
سالم حواس الساعدي: لغة الجسد للسياسي العراقي
لغة الجسد للسياسي العراقي
لغة الجسد لدى أبرز المسؤولين العراقيين (دون ذكر أسماء)، وكيف يمكن تحليلها لفهم طبيعة الشخصية والمواقف، وهل يمكن استخدامها كأداة تشخيصية للكشف عن نمط السلوك أو التوجه السياسي أو حتى النزاهة والكفاءة.
لغة الجسد لدى المسؤولين العراقيين: قراءة نفسية وقانونية وسياسية في الصمت والكلمات غير المنطوقة
مقدمة وديباجة وتوطئة :
في الحياة السياسية ، لا تُقاس القوة فقط بما يُقال علنًا، بل بما يُخفى خلف الإيماءات، والابتسامات الباردة، ونظرات التوتر أو التحدي. وتعد لغة الجسد (Body Language) أداة تحليل نفسي وسياسي حيوية، خصوصًا في بلد مثل العراق، حيث تختلط السلطة بالقلق، والكلمة بالحذر، والمواقف بالرسائل الرمزية غير المعلنة.
أولًا: التحليل النفسي للغة الجسد:
1. العيون وحركات الرأس
• النظرات المشتتة أو المترددة قد تدل على القلق أو الشعور بعدم الأمان.
• العيون الثابتة والمركّزة قد تُعبّر عن ثقة مفرطة أو محاولة فرض الهيبة.
2. اليدين أثناء الحديث
• وضع اليدين خلف الظهر أو إخفاؤهما دلالة على التحفّظ أو التلاعب.
• التلويح المستمر أو ضرب الطاولة يشير إلى مزاج اندفاعي أو رغبة في الهيمنة.
3. تعابير الوجه
• الابتسامة المبالغ بها أو التي لا تتناسق مع تعبير العين قد تشير إلى انفصال عاطفي أو افتعال.
• الجمود في الوجه علامة على التدرب المسبق وضبط الرسائل بشكل غير عفوي.
ثانيًا: البعد القانوني – هل لغة الجسد دليل معتبر؟
1. في التحقيقات والمرافعات
في القضاء الدولي وبعض المحاكم الجنائية، تُستخدم لغة الجسد كمؤشر مساند في فهم نية المتهم أو صدقه، لكنها ليست دليلاً قانونيًا قاطعًا بمفردها.
2. التصريحات الإعلامية الرسمية
في المؤتمرات الصحفية، قد يستدل الخبراء على مدى صدق أو ضغط المسؤول من خلال لغة جسده، ولكن لا يجوز قانونًا بناء اتهام أو براءة عليها فقط دون أدلة مادية .
لاننا في القضاء والقانون وسوح المحاكم والتحقيق لاتبنى الاحكام على النوايا او لغة الجسد مالم تترجم النوايا الى افعال واعمال مادية
ثالثًا: البعد السياسي – قراءة خطاب السلطة من الجسد
1. الحركات كأداة تواصل سياسي
بعض المسؤولين يستخدمون لغة الجسد لإرسال رسائل مضمرة:
• الانحناء أثناء المصافحة يدل على موقف دبلوماسي ناعم أو خضوع مؤقت.
• الجلوس المتشنج أو العصبي يدل على توتر داخلي أو عدم الثقة بالبيئة المحيطة.
واحياناً بعض المسؤولين حينما يجلس مع رئيس دولة عظمى يحاول ان يضع رجل على رجل لارسال رسالة على انه قوي ، ولكن هذه لايعني شيئاً عند الاخر لانه لايفسر ذلك كما يفسره العربي في اعرافه او يريد ان يخفي ضعفه بحركات رجله !!
2. الصمت المدروس ولغة اللاموقف
غالبًا ما يُعبّر الصمت المصحوب بتقاطع الذراعين أو النظرات الجانبية عن نوايا مبيتة أو موقف لم يُعلن بعد، فيستخدم السياسي جسده كوسيلة “نفي دون قول”.
رابعًا: البعد الدولي – كيف تُفسّر لغة الجسد عراقيًا في المحافل الدولية؟
1. التفاوت الثقافي في التفسير / اسقاط اعرافنا على اعراف الدول الاخرى
ما يُعتبر في العراق علامة قوة (كرفع الصوت أو التحديق)، قد يُفسّر في الغرب على أنه عدوانية أو ضعف حجة. ولهذا يُنصح المسؤولون بتدريب خاص على لغة الجسد في اللقاءات الدولية.
2. الهيبة الوطنية أو الارتباك الدبلوماسي
هناك فرق واضح في لغة الجسد بين مسؤول يدخل مؤتمرات دولية مرفوع الرأس وواثقًا، وآخر ينظر للأرض أو يتفادى التفاعل، مما يُعطي دلالة على مستوى ثقة الدولة بنفسها وممثليها.
خامسًا: هل يمكن من خلال لغة الجسد معرفة من هو من؟
نعم جزئيًا، ولكن بحذر :
• يمكن تحليل شخصية المسؤول: هل هو حازم أم خاضع؟ واثق أم متردد؟ كاريزمي أم جامد؟
• يمكن استنتاج: هل هو صادق في موقفه أم يناور؟
لكن لا يمكن الجزم بهوية الشخصية أو نواياها الداخلية بدقة دون قرائن إضافية.
لا يمكن استخدامها وحدها للحكم الأخلاقي أو القضائي:
• لا يصح أن نقول: هذا المسؤول فاسد لأنه ارتبك!
• ولا يمكن الجزم أن هذا صادق لأنه نظر مباشرة!
خاتمة ومستخلص بحث :
لغة الجسد في الحياة السياسية العراقية ليست ترفًا أو صدفة، بل أداة تواصل حقيقية تكشف ما لا يُقال، وتُرسل رسائل أبلغ من الكلمات. لكنها ليست وسيلة اتهام أو تصنيف قطعي.
هي مرآة جزئية، تساعدنا على الفهم لا على الحُكم نحن كرجال قانون وصحافة وعلم نفس.
سالم حواس الساعدي

عمليات وحرب نفسية
Share this content: