×

سالم حواس الساعدي: حكم الصبيان …او تخلّي الكبار

اخر الاخبار والمواضيع

الحصان يقوده كلب وفيها رمزيتان كبيرتان

سالم حواس الساعدي: حكم الصبيان …او تخلّي الكبار

حكم الصبيان ………..او تخلّي الكبار

في هذه الصورة :

الحصان يقوده كلب وفيها رمزيتان كبيرتان

فأي الرمزية هي الاصح في عالمنا المعاصر ؟؟

الرمزية الاولى فيها القراءة القانونية والنفسية التالية :

الصورة التي أرفقتها تُظهر مشهدًا طريفًا وعميقًا في المعنى: كلب صغير يسحب حصانًا كبيرًا بواسطة حبل، في مشهد يبدو عكسيًا لما هو متوقع. ورغم الفارق الهائل في الحجم والقوة، فإن الحصان يتبع الكلب بهدوء.

التحليل النفسي:

هذه الصورة تنطبق عليها عدة نظريات نفسية، لكن أبرزها:

نظرية القوة النفسية مقابل القوة الجسدية (قوة التأثير/الإقناع)

النظرية النفسية المناسبة:

نظرية القوة الناعمة – Soft Power

(ويمكن ربطها أيضًا بنظرية القيادة الكاريزمية أو التأثير الإيحائي في علم النفس الاجتماعي)

المعنى:

• لا تُقاس القيادة أو السيطرة بالحجم أو القوة الجسدية فقط، بل بالتأثير النفسي والثقة بالنفس.

• الكلب الصغير يقود الحصان الضخم، مما يشير إلى أن الشخصية، الحيلة، الإقناع أو حتى الثقة بالنفس يمكن أن تتغلب على الفارق في القوة الجسدية.

معنى مجازي واجتماعي:

• القائد ليس بالضرورة الأقوى، بل الأذكى أو الأكثر إقناعًا.

• في الحياة، قد ترى أشخاصًا “صغارًا” يقودون “العمالقة” لأنهم يمتلكون الرؤية أو الأسلوب أو الجرأة.

نظرية أخرى ممكن تطبيقها :

نظرية الأدوار المقلوبة (Role Reversal)

• في علم النفس الأسري والسلوكي، يُدرس هذا المفهوم حين يتبدل الدور بين الطرفين (كأن يصبح الطفل موجِّهًا للوالد).

• الصورة تعكس هذا التبديل؛ الصغير (الكلب) يلعب دور القائد، والكبير (الحصان) يتبعه بهدوء.

رسائل ضمنية:

• لا تستهِن بأحد بسبب حجمه أو مكانته الظاهرة.

• القائد الحقيقي هو من يُلهم غيره لا من يُجبرهم.

او ممكن ان نطبق نظرية العجز المتعلم (Learned Helplessness)

أو كما تُسمى مجازًا في بعض الشروحات:

“عقلية الفيل المربوط”

وبإجتهاد وتأويل نفسي متواضع اقول الرمزية الثانية هي :

يمكن قراءة الصورة بالمقلوب، وتفسيرها بطريقة رمزية تشير إلى مفارقة قيادة الصغار للكبار في مجتمعاتنا أو مؤسساتنا أو حتى العائلة.

ويمكن هنا أن نفتح باب التأويل النفسي والاجتماعي العميق كما يلي:

“حين يقود الصغار الكبار”.. من العبث إلى الانقلاب القيمي

الصورة تمثّل بشكل ساخر وعميق اختلال التوازن الطبيعي للأدوار، وهي تصلح لتجسيد ظواهر كثيرة، مثل:

1. القيادة دون كفاءة:

حينما يُترك القرار بيد من لا يملك الخبرة، فيقود “الصغير” أو “غير المؤهل” أصحاب التجربة والعقل.وهذا يقودنا الى نظرية القيم في رسالتنا بقول امير المؤمنين عليه السلام :

تمامًا كما أن الكلب الصغير لا يمكنه أن يفهم ما يتطلبه توجيه حصان ضخم، كذلك لا يمكن للصغار (رمزيًا) أن يقودوا الكبار دون فوضى.

مثال:

• في السياسة: عندما يتصدر المشهد شخص عديم الخبرة يوجه شعبًا ناضجًا.

• في الأسرة: عندما يُدلَّل الطفل حتى يصبح هو صاحب القرار.

2. رمزية عبثية القيادة:

الصورة قد تكون نقدًا اجتماعيًا لواقع نراه يوميًا:

• حيث الجهل يوجه العلم

• أو التهور يجرّ الحكمة

• أو العشوائية تسبق النظام

3. الانعكاس القيمي وانقلاب الأدوار (Value Reversal):

من مفاهيم علم الاجتماع أن المجتمع إذا اختلّت فيه القيم، يصبح المنطق مقلوبًا.

الصغير يعلو، والكبير يُسحب، والنتيجة: السير في طريق غير واضح.

نظرية القيم يمكن تطبيقها على تصنيف وايت للقيم بتأويل نفسي .

4. قراءة نفسية للكبـار:

قد تكون الصورة أيضًا قراءة للكبار أنفسهم، حين:

• يفقدون إرادتهم

• أو يستسلمون للصغار مجاملةً أو ضعفًا أو لا مبالاة.

ماذا تقول النظريات النفسية هنا؟

• نظرية التعلّق (Attachment Theory): أحيانًا الكبار يرتبطون عاطفيًا بالصغار لدرجة أنهم يتركون لهم القرار.

• نظرية القيادة العكسية (Inverted Leadership): حينما يتخلى القائد الحقيقي عن دوره ويملأ الفراغ من لا يستحق.

وهذا ينطبق مع حكمة إمام المتقين الامام علي عليه السلام حينما يقول :

“وَيُقَامُ فِيهَا الصَّبِيُّ، وَيُحْطَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ”

وكذلك حكمته البالغة :

“إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”

المستخلص :

ان الصورة تصلح كرمز لعبث القيادة حين تُسلَّم لغير أهلها، أو حين يستقيل او يتخلى الكبار عن أدوارهم التربوية أو الأخلاقية أو المهنية، ويُترك زمام الأمور لمن لا يدرك عواقب الطريق او الى الصبيان كما قال إمام المتقين “.

سالم حواس الساعدي

(سالم حواس الساعدي)
(سالم حواس الساعدي)

عمليات نفسية

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك