×

الدكتور أحمد صدام كاظم الساعدي: ظِلٌّ كان يبتسم في الضوء.

اخر الاخبار والمواضيع

المجاهد… والسجين السياسي الدكتور احمد الساعدي

الدكتور أحمد صدام كاظم الساعدي: ظِلٌّ كان يبتسم في الضوء.

ظِلٌّ كان يبتسم في الضوء.

بقلم/ الدكتور أحمد صدام كاظم الساعدي.

كنتُ أظنّ أن للرفقة ظلالًا لا تخون النهار، وأن الخطى التي مشيناها معًا ستبقى ترسم أثرها على أرض الذاكرة، لكنّي حين احتجتُ إلى كتفٍ يسندني، رأيتُ الظلّ الذي كان يبتسم في الضوء، ينكمش في العتمة، ويتوارى كأنه لم يكن يومًا منّي.

كنتُ له دفئًا في ليالي البرد، أذود عنه ما استطعت، وأجمع له فتات الضوء لتضيء درب الظلام، لكنّه حين اعتراني الجهد، اكتفى بالصمت، صمتٌ ثقيلٌ كالصخر، لا يجرؤ على العزاء، ولا على الانحياز.

يا لخذلانٍ يجيء في هيئة الهدوء، لا يرفع سيفًا ولا يطلق كلمة، لكنه يترك في الروح ندبةً لا تُشفى.

تعلّمت أن بعض الوجوه لا تشعّ من الداخل، بل تستعير بريقك لتتوهّج، فإذا انطفأتَ قليلًا، أعادوا إليك العتمة.

كنتُ أظنه ظلي، فإذا بي أكتشف أني كنتُ ظله، أني أنا من كنتُ أحمله، لا هو من كان يتبعني.

كم يشبه بعض الناس المرايا: يريك ملامحك فقط ما دام الضوء كافيًا، فإذا غابت الشمس، غابت الصورة، وانكسر الزجاج.

أعرف الآن أن الوفاء طائرٌ نادر، لا يحلّ إلا في قلوبٍ عرفت معنى الصدق في الحياة . وأعرف أيضًا أن الغياب أصدق من حضورٍ مضلل .

فالذين يقفون عند أول منعطف، تاركينك تواجه الريح، يعلّمونك — وإن قسوا — أن تسير بقدميك، وأن لا تنتظر يدًا ترتجف حين تمتدّ.

ولأنني ما زلتُ أؤمن بالضوء، قررتُ أن أمشي وحدي، أن أزرع في ظلي جناحًا جديدًا، وأن أقول:

“سلامٌ على الذين لم يخونوا، وإن قلّوا،

وسلامٌ على الذين غابوا، فأناروا لي درب البصيرة بغيابهم.

المجاهد… والسجين السياسي الدكتور احمد الساعدي
المجاهد… والسجين السياسي الدكتور احمد الساعدي

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك