×

مراد راجح شلي: (يافا ترتعد – السلسلة الثانية – الليلة الرابعة)

اخر الاخبار والمواضيع

مراد راجح شلي

مراد راجح شلي: (يافا ترتعد – السلسلة الثانية – الليلة الرابعة)

(يافا ترتعد – السلسلة الثانية – الليلة الرابعة)
انها الليلة الرابعة يا يافا
ولم تُطفأ النيران بعد
ولم تتوقف رعشات قلوبنا

“الصوت الذي قُصف عاد . .والحاخام الذي ارتعد”
مساء الاثنين الـ16 من يونيو 2025م كانت الريح خفيفة، والسماء متوهجة بلون النحاس المنصهر، ومع كل ثانية، كانت مخاوف ترقب رد الليلة تُعيد تشكيل الخوف من جديد.
مدينة بأكملها ترمش الخوف تحت قباب الحديد

***

– القدس الغربية – مقر طوارئ الحاخامية الكبرى – الساعة 7:45 مساءً
في قبوٍ حجريّ أسفل المقر، جلس الحاخام يتسحاق يوسف¹، واضعًا يده فوق سفر “حزقيال”، وعينه على شاشة تنقل مشهدًا لم يُتوقع:
النار تشتعل في مبنى التلفزيون الإيراني الرسمي بطهران… ومع ذلك، الصوت لا يتوقف.
مذيعة محجبة، نصف وجهها مغطّى بالغبار، تنطق ببطء:
“اننا نُقصف الان لكننا بقوة الله لن نصمت وسنعود ”

اقترب يوسف من الشاشة، وارتجف.
قال لنفسه:
– “حين تُقصف الكلمة ولا تموت… فذاك إعلان، لا نبوءة.”
دخل عليه الحاخام بينتسي غوبشتاين²، وجهه شاحب، قميصه ملطخ بالتراب، كأنه جرفه إنذار في الشارع.
قال بصوت مبحوح:
– “التقارير تتحدث عن شلل وشيك… إسحاق بريك³ نشر مقالًا اليوم قال فيه إن الخطة الإيرانية لا يمكن إيقافها، حتى بمساعدة أمريكا!”
ثم ألقى على الطاولة ورقة حمراء كُتب عليها:
“إذا استمر هذا المعدل، فإن صواريخ حيتس ستنفد خلال ايام ”
ردّ يوسف بنظرة جائزة :
– والصوت؟ هل سيصمت إن نفذت الصواريخ؟

***

– تل أبيب – غرفة مغلقة تحت وزارة الأمن القومي – الساعة 8:25 مساءً
إيتمار بن غفير⁴ لم يجلس. كان يذرع الغرفة جيئة وذهابًا، يراقب خارطة ثلاثية الأبعاد تُظهر مسارات الصواريخ الباليستية.
قال أحد ضباطه:
– “الردود تتأخر… الدفاعات تترنح… الناس يسألون: هل ماتت القبة الحديدية؟”
صمت بن غفير.
ثم نقر على الطاولة، وقال:
– “الصواريخ تسقط… والناس تسمع صوت العدو. هذه هي الخسارة الحقيقية.”
ثم ضغط زرًا على الطاولة، وأمر بإيقاف البث الداخلي للقنوات العبرية قائلًا:
– أوقفوا كل صوت لا يقول أننا منتصرون… حتى لو كذبنا !!

– القدس – عودة إلى القبو – الساعة 9:05 مساءً
عاد غوبشتاين، يحمل ورقة استغاثة من وحدة الرصد في الجليل:
– “الرؤية الحمراء فوق الناقورة… والجنود في صفد قالوا إن الهواء صار أثقل.”
ثم أخرج قصاصة من صحيفة “معاريف”، وقرأ بصوت مرتعش
:
“إسحاق بريك يحذر: لو نجحت خطة إيران، فلن يبقى لتل أبيب درع، بل حُفرة

قال يوسف بصوت خافت:
– “كان يجب أن نخاف منذ اليوم الأول، لا اليوم الثالث.”
ثم رفع رأسه فجأة، وقال:
– “هل سمع أحد منكم صوت التلفاز وهو يُقصف؟!
لماذا لم يسقط صوتهم؟! من أين هذه الجرأة؟”
اقترب غوبشتاين منه، وهمس:
– “ربما لأنهم يعرفون أن صمتنا أخطر من قصفهم.”

***

– ضربنا التلفزيون الايراني ! !” قالها غوبشتاين
يتنفس كمن لا يريد أن يُكمل، ثم صرخ مجددًا: “ضربنا تلفزيون طهران، نعم، لكنهم عاودوا البث ؟!”.

تجمد يتسحاق للحظة، تاهت عيناه في شاشة البث المباشر التي انطلقت فجأة، وعليها شعار القناة الإيرانية، مجروحًا، محترق الحواف لكنه يعمل

يا للهول “ضربنا الصوت…” تمتم، “ولكن الصوت خرج من تحت الركام، وارتدَّ كزلزال علينا
ليسقط الاثنان معاً يرتعشان خوفاً كما يافا . .

انتهى . . .

الهوامش والإشارات المعرفية:
¹ الحاخام يتسحاق يوسف (Yitzhak Yosef)
الحاخام الأكبر السفاردي لدولة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2013، ونجل الحاخام الشهير عوفاديا يوسف. من أبرز رموز التيار الديني المحافظ.
² بينتسي غوبشتاين (Benzi Gopstein)
زعيم منظمة “لحافا” المتطرفة، معروف بمواقفه العنصرية تجاه العرب والمسلمين، وينشط ضمن التيارات الدينية اليمينية المتشددة.
³ إسحاق بريك (Yitzhak Brick)
لواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومعلق عسكري معروف، يحذر باستمرار من إخفاقات الجيش في مواجهة التحديات الكبرى، وكان من أوائل من نبهوا لضعف الدفاعات أمام الهجمات المركبة.
⁴ إيتمار بن غفير (Itamar Ben Gvir)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي، زعيم حزب “قوة يهودية”، من أشد المتطرفين في حكومة نتنياهو، له تاريخ في التحريض العرقي والعنف السياسي.

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك