قديماً ، في العصور الغابرة ..
كانت بابل ترى ما لا يُرى ، وتسمع ما لا ينبغ سماعه، وتعرف ما لايمكن لأحد معرفته!
والسبب في ذلك ، سحر بابل العظيم !
لقد توصل البابليون إلى عقد تميمة وإبرام عزيمة تمكنهم من النفاد خلال الجدران المصمتة ورؤية وسماع ومعرفة كل مايدور في الخفاء عبر تسخير الكواكب والعناصر!
ليبدأ الناس بتسليط أنظارهم نحو الأعلى!!
وتركيز أهتمامهم صوب السماء !
والإنشغال بموقع “عطارد” و مدار “المريخ” ومنزلة “الزهرة” وكوكبة الميزان وشرف الشمس و وبال القمر، وبناء المذابح وعمل التعاويذ المضادة ، تعليق حدوة فرس – طرق الخشب ثلاث مرات – ارتداء الخرز الازرق – رش الماء والملح ، تقديم القرابين وكل مامن شأنه حمايتهم من عفاريت بابل!
“الممارسات التي ستشكل فيما بعد النواة الأولى لما يطلق عليه اليوم بعلم التنجيم والعرافة” !
إلا أن هذا كله لم يمنع البابليين من التجسس على جيرانهم واعدائهم وحلفائهم ومعرفة مايحيكونه ويدبرونه!!
ما الخطب ، إذاً ؟!
هل شياطين بابل أعتى من نظرائهم ، ام ان هنالك أمر آخر يدور في الجوار ؟!
في الواقع ، لم تكن القصة إلا خدعة عبقرية وعملية إلهاء متقنة نفذتها بابل لصرف الانظار عن عملائها الذين على الأرض وتقديم الغطاء اللازم لهم!
لم يكن “زحل” من يزود البابليين بالمعلومات!!
خادم الملك – جاريته المفضلة – مستشاره – وزيره – قريبه – واحياناً حتى زوجته فعلوا ذلك!
امتلك البابليون آنذاك اكبر شبكة للتجسس وجمع المعلومات على الأرض قاطبة ، إلا أن أحداً لم ير ذلك!
فكل الأعين كانت تراقب السماء!
اقترح اليوم ان نمنح الأقمار الصناعية إجازة!
ونعود للنظر بشكل افقي ونعطِ خادم الملك فرصة ، ربما ضآلتنا بحوزته!
كتبها/ مالك المداني

Share this content:


