
مراد راجح شلي: ( يافا ترتعد – السلسلة الثانية – الليلة الثالثة )
( يافا ترتعد – السلسلة الثانية – الليلة الثالثة )
إنها الليلة الثالثة يا يافا
والمدينة تحترق حرفياً
(صرخة الليفياثان … والحاخامات في خندق النار)
البحر لا يزال شاخصًا لاحتراق يافا … كأن شيئًا ينتظر أن يخرج من بين أمواجه.
في الأزقة القديمة، ارتجفت الجدران كأن أصواتًا سحيقة تصعد من أعماق الأرض.
ويافا، التي كانت تُحدّث الغيم عن الشعر والبرتقال، أصبحت تُنذر السُفن القادمة بأن لا ترسو.
***
مساء،الـ15 يونيو 2025م بعد يوم عصيب اصيبت فيه اسرائيل ولليوم الثالث بهجوم ايراني متواصل
في نفق الطوارئ تحت “مجلس الحاخامية الكبرى”، القدس الغربية
جلس الحاخام الأكبر دافيد لاو، وعلى وجهه ظلال لم تُرَ من قبل.
كان يقرأ بصمت في نسخة قديمة من “سفر هشعياء” حين دخل عليه الحاخام يتسحاق يوسف، بوجه مغسول بالعرق، وعينين تحدقان بارتعاش.
قال يوسف:
– “لقد ظهرت العلامة… الكيان يهتز… ثلاثة رؤساء يشهدون نفس الكابوس: الليفياثان التهم السفينة السابعة!” *¹
توقّف لاو عن القراءة، وأغلق الكتاب ببطء. ثم سأل:
– “هل شاهدوا النور الأحمر فوق جبل الكرمل؟”
أجابه يوسف وهو يمد ورقة من وحدة الرصد الروحي في “بتاح تكفا”:
– “نعم، وخط الطيف يُظهر صورة الحيّة المجنّحة، بذيلٍ مقسوم وقلبٍ مقلوب… إنها صيحة الليفياثان!” *²
***
في مركز تحكم سري تحت تل أبيب
الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة مساء
جلس الحاخام شلومو عمار إلى جوار شاشة تُبثّ منها مشاهد الضربات الإيرانية على منشآت الشيفرا الإلكترونية في حيفا، حين ضُربت الشاشة الأولى بقذيفة كهربائية مفاجئة.
صرخ:
– “لقد اختُرق الحجاب الثالث… من مكّنهم من معرفة أسماءنا؟!”
ثم حدق في الكاميرا المهتزة، وهمس:
– “لقد تكلّم ظلّ الليفياثان، ونُزعت الخُتم من صدورنا.”
***
في صالة مظلمة أسفل “أكاديمية ميركاز هراف”، القدس المحتلة
اجتمع خمسة من كبار حاخامات مدارس القبّالة السرّية. كانت ملامحهم شاحبة، والشموع تهتز دون ريح.
قال أحدهم، لم يُكشف اسمه:
– “إن أسطورة “الليفـياثان” لم تكن مجازًا… نحن الذين كتمناها، وها هي تعود…”
ثم رفع كتابًا عنوانه: “شيفرة لاميد–لاميد” وقال:
– “حسب هذا السفر، حين تُضرب ’نقطة مفاتيح الياقوت‘ شرق البحر المتوسط، يستيقظ الكائن الغارق الذي فتن سليمان نفسه… واليوم أصاب الإيرانيون تلك النقطة بصاروخ شهاب… إنها الضربة الخامسة والعشرون…”
عندها، سقط أحدهم مغشيًا عليه، فارتفعت أصوات التلاوات المرتبكة.
***
في معبد “الحائط الغربي” – ساعة الهلع
الساعة الثالثة عصر يومنا هذا الـ15 يونيو 2025م
بعد اول قصف ايراني بالنهار على اسرائيل المحتلة
رُصدت جموع من المتدينين الفزعين، يبكون عند حائط البراق، يقرأون فصولاً من سفر أيوب ومزامير الطوفان.
ظهر الحاخام بينتسي غوبشتاين يبكي أمام الحائط ويقول بصوت مرتعش:
– “كنا نظن أن هذا الكيان صخرة… فإذا به رمل تحته النار، وفوقه غضبٌ لا نراه… لم نحسب أن الليفياثان سيُنادي بأسمائنا في الليل!”
خلفه، كانت الشاشات تبث تساقط الضربات الإيرانية على منشآت في النقب، وإطفاء الأنوار في كامل الجليل.
***
المشهد الأخير – صوت في كهف مهجور على أطراف يافا
تظهر امرأة مسنّة، نفس العجوز من الليلة السابقة، تحفر في الأرض، وتُخرج تميمة قديمة محفور عليها “שן לוויתן” (ناب الليفياثان).
تقول:
– “أخطأتم التوقيت، وأخطأتم التفسير… فالليفـياثان لا يصطادكم في البحر، بل في الكتب التي نسيتم تأويلها!”
انتهى . . .
الهوامش والإشارات المعرفية:
¹ – أسطورة الليفياثان (Leviathan):
مخلوق بحري هائل في الأساطير اليهودية، ذُكر في سفر أيوب والمزامير، ويُعتقد في بعض روايات القبّالة أنه كائن نائم في قاع المحيط، يوقظ فقط عند اقتراب نهاية إسرائيل أو عند حدوث الكفر الجماعي. يظهر عند “تشقّق الصوت الغامض” و”انقلاب المرآة الروحية”.
² – صيحة الليفياثان وذيله المقسوم:
رمز كابالي يهودي يشير إلى استيقاظ الوعي المدفون وظهور طاقة انتقامية كونية، وغالبًا ما يُربط بظهور النيران الحمراء فوق الكرمل أو اهتزاز مفاتيح “الياقوت السباعي”، وهو تشفير لخمسة مواقع حساسة داخل الكيان حسب كتاب “شيفرة لاميد–لاميد”.
نبذة عن الشخصيات الدينية الحقيقية في الحلقة:
1. دافيد لاو (David Lau)
المنصب: الحاخام الأكبر الأشكنازي لدولة إسرائيل (منذ 2013).
2. يتسحاق يوسف (Yitzhak Yosef)
المنصب: الحاخام الأكبر السفاردي لإسرائيل (منذ 2013).
نجل الحاخام الشهير عوفاديا يوسف، زعيم حركة شاس الدينية. معروف بخطابه المتطرف المتشدد،
3. شلومو عمار (Shlomo Amar): الحاخام الأكبر لإسرائيل (2003–2013).
4. بينتسي غوبشتاين (Benzi Gopstein)
المنصب: ناشط ديني متطرف، مؤسس منظمة “لحافا” المتطرفة
Share this content:
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.