
مختارات من شعر دعبل الخزاعي
من شعر دعبل الخزاعي
آلِ الرَسولِ مَصابيحِ الهِدايَةِ لا
أَهلِ الغَوايَةِ أَربابِ الضَلالاتِ
قَد أَنزَلَ اللَهُ في إِطرائِهِم سُوَراً
تُثني عَلَيهِم وَثَنّاها بِآياتِ
مِنهُم أَبو الحَسَنِ الساقي العِدا جُرَعاً
مِنَ الرَدى بِحُسامٍ لا بِكاساتِ
إِن كَرَّ في الجَيشِ فَرَّ الجَيشُ مُنهَزِماً
عَنهُ فَتَعثُرُ أَبدانٌ بِهاماتِ
صِهرُ الرَسولِ عَلى الزَهراءِ زَوَّجَهُ ال
لَهُ العَلِيُّ بِها فَوقَ السَمَواتِ
فَأَثمَرَت خَيرَ أَهلِ الأَرضِ بَعدَهُما
أَعني الشَهيدَينِ ساداتِ البَرِيّاتِ
إِذا سَقى حَسَناً سُمّاً مُعَيَّةُ أَو
عَلى حُسَينٍ يَزيدٌ شَنَّ غاراتِ
لَذاكَ مِمَّن بَدا في ظُلمِ أُمِّهِما
حَتّى قَضَت غَضَباً مِن ظُلمِها العاتي
وَقادَ شَيخَهُما قَسراً لِبَيعَةِ مَن
قَد كانَ بايَعَهُ في ظِلِّ دَوحاتِ
ظُلامَةٌ لَم تَزَل تُستَنُّ إِثرَهُمُ
لَم تُثنَ عَن سالِفٍ مِنهُم وَلا آتِ
يا رَبِّ زِدني رُشداً في مَحَبَّتِهِم
وَاِشفِ فُؤادِيَ مِن أَهلِ الضَلالاتِ
…………………………..
دعبل الخزاعي ( على الكره ما فارقت أحمد وانطوى)
عَلى الكُرهِ ما فارَقتُ أَحمَدَ وَاِنطَوى
عَلَيهِ بِناءٌ جَندَلٌ وَرَزينُ
وَأَسكَنتُهُ بَيتاً خَسيساً مَتاعُهُ
وَإِنّي عَلى رُغمي بِهِ لَضَنينُ
وَلَولا التَأَسّي بِالنَبِيِّ وَأَهلِهِ
لَأَسبَلَ مِن عَيني عَلَيهِ شُؤونُ
هُوَ النَفسُ إِلّا أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ
لَهُم دونَ نَفسي في الفُؤادِ كَمينُ
أَضَرَّ بِهِم إِرثُ النَبِيِّ فَأ صبَحوا
يُساهِمُ فيهِم ميتَةٌ وَمَنونُ
دَعَتهُم ذِئابٌ مِن أُمَيَّةَ وَاِنتَحَت
عَلَيهِم دِراكاً أَزمَةٌ وَسِنونُ
وَعاثَت بَنو العَبّاسِ في الدينِ عيثَةً
تَحَكَّمَ فيها ظالِمٌ وَظَنينُ
وَسَمَّوا رَشيداً لَيسَ فيهِم لِرُشدِهِ
وَها ذاكَ مَأمونٌ وَذاكَ أَمينُ
فَما قُبِلَت بِالرُشدِ مِنهُم رِعايَةٌ
وَلا لِوَلِيٍّ بِالأَمانَةِ دينُ
رَشيدُهُم غاوٍ وَطِفلاهُ بَعدَهُ
لِهَذا رَزايا دونَ ذاكَ مُجونُ
أَلا أَيُّها القَبرُ الغَريبُ مَحَلُّهُ
بِطوسٍ عَلَيكَ السارِياتُ هُتونُ
شَكَكتُ فَما أَدري أَمَسقِيُّ شَربَةٍ
فَأَبكيكَ أَم رَيبُ الرَدى فَيَهونُ
وَأَيُّهُما ما قُلتُ إِن قُلتَ شَربَةٌ
وَإِن قُلتَ مَوتٌ إِنَّهُ لَقَمينُ
أَيا عَجَباً مِنهُم يُسَمّونَكَ الرِضا
وَتَلقاكَ مِنهُم كَلحَةٌ وَغُضونُ
أَتَعجَبُ لِلأَجلافِ أَن يَتَخَيَّفوا
مَعالِمَ دينِ اللَهِ وَهوَ مُبينُ
لَقَد سَبَقَت فيهِم بِفَضلِكَ آيَةٌ
لَدَيَّ وَلَكِن ما هُناكَ يَقينُ
……………………….
إِنَّ المَشيبَ رِداءُ الحِلمِ وَالأَدَبِ
كَما الشَبابُ رِداءُ اللَهوِ وَاللَعِبِ
تَعَجَّبَت أَن رَأَت شَيبي فَقُلتُ لَها
لا تَعجَبي مَن يَطُل عُمرٌ بِهِ يَشِبِ
شَيبُ الرِجالِ لَهُم زَينُ وَمَكرُمَةٌ
وَشَيبُكُنَّ لَكُنَّ العارُ فَاِكتَئِبي
فينا لَكُنَّ وَإِن شَيبٌ بَدا أَرَبٌ
وَلَيسَ فيكُنَّ بَعدَ الشَيبِ مِن أَرَبِ
Share this content:
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.