الغماري قائد جهادي كبير خاض غمار المعارك..
لم يكن الشهيد القائد الكبير اللواء هاشم الغماري مجرد قائدٍ ميداني، بل كان مدرسةً كاملةً في القيادة والإيمان والبذل.
مدرسة لا تُقام على الورق ولا تُلقَّن في القاعات، بل تُبنى في لهيب المعركة، وتُغرس جذورها في قلوب الرجال الأوفياء الذين عرفوا طريقهم إلى الله عبر بوابة الواجب والجهاد.
خاض الغماري غمار المعارك بكل وعي القائد وثبات المؤمن
لقد خاض الغماري غمار المعارك بكل وعي القائد وثبات المؤمن، لم يكن يرسل جنوده إلى الميدان، بل يسير في مقدمتهم، يقتحم الخطر كما يقتحم الضوء الظلام، ويزرع الأمل في النفوس كما تُزرع البذرة في الأرض العطشى.
كان يشارك جنوده الخبز والماء والمبيت والعرق، حتى صاروا يرونه أخًا لا قائدًا، ورفيق دربٍ لا آمِرًا من بعيد.
وفي كل محطة من محطات الجهاد، كان يترك أثرًا عميقًا في من عرفه، لأن حضوره لم يكن جسدًا يتحرك، بل روحًا تبث الثبات والإقدام في من حوله.
جامعة شاملة خرجت القادة والمجاهدين والرجال الأشداء
مدرسته كانت جامعة شاملة خرجت القادة والمجاهدين والرجال الأشداء، الذين تعلّموا أن النصر لا يصنعه السلاح وحده، بل تصنعه الروح المؤمنة والعقيدة الراسخة، وأن البطولة ليست لحظة اندفاع، بل مسيرة وعي وصبر وتضحية.
كان الغماري يرى في كل جندي مشروع قائد، وفي كل معركة درسًا جديدًا في الإخلاص والتوكل والاعتماد على الله.
شهيدًا على طريق القدس، الطريق الذي سلكه الأحرار
ورحل الغماري شهيدًا على طريق القدس، الطريق الذي سلكه الأحرار من قبلُ ويواصل عليه الأوفياء من بعده، طريق العزة والكرامة الذي لا يعرف الحياد ولا المساومة.
رحل جسدًا، وبقي فكرُهُ وروحُهُ ومنهجهُ حاضرين في كل جبهة وكل موقف، يلهبون القلوب عزيمةً، ويوقظون في الأمة معنى الانتماء للحق والوفاء للعهد.
رحل وهو يبتسم كما يبتسم المنتصر، وترك خلفه رجالًا تربّوا في مدرسته، يحملون مشعل الجهاد والوفاء، ويمضون على الدرب ذاته، بثبات لا يتزعزع، وإيمان لا يخبو.
الشهيد الغماري يوم خرج مجاهدًا، ويوم ارتقى شهيدًا
سلامٌ على الشهيد الغماري يوم خرج مجاهدًا، ويوم ارتقى شهيدًا، ويوم يُذكر اسمه فتنحني له الجبال وقامات الرجال إجلالًا وإكبارًا.
سلامٌ على روحه الطاهرة التي علّمتنا أن الميادين هي القاعات الحقيقية للتربية، وأن الدماء الزكية هي حبر التاريخ الذي لا يُمحى، وأن طريق القدس لا يُعبّد بالكلمات، بل بخطى المجاهدين ودماء الشهداء.

الكاتب
عبدالخالق دعبوش
كاتب وصحفي يمني
Share this content:


