صورة جمعت أصدقاء.. ففرّقهم حبل المشنقة
نظرة واحدة إلى هذه الصورة القديمة تعيد فتح جرح أليم من تاريخ العراق. تبدو كأي صورة تذكارية شبابية مليئة بالألفة والضحكات الكامنة، لكنها تحولت في لحظة إلى دليل إدانة وثيقة موت جماعي.
الشاب المُحاط بالدائرة، كان شابًا اتهم بالانتماء لحزب الدعوة الإسلامية، في زمن كان فيه الانتماء السياسي جريمة عقوبتها الإعدام بقرار جائر.
المأساة لم تتوقف عند اعتقاله هو. ففي فترة التحقيق، عُثر على هذه الصورة بين أغراضه. هذا اللقاء البريء، الذي جمع تسعة أصدقاء بملامحهم الشابة وآمالهم التي لم تكتمل، اعتبره النظام حينها تنظيمًا سريًا.
بمجرد العثور على الصورة، تم اعتقال جميع هؤلاء الشباب، وحُكم عليهم بالإعدام. لم يكن لأغلبهم أي علاقة تنظيمية، كل ذنبهم أنهم كانوا أصدقاء في زمن الخوف والوشاية، وتصادف وجودهم في هذه اللقطة العفوية.
ثمانية أصدقاء دفعوا ثمن صداقتهم، وحياة التاسع كانت هي الثمن الأصلي، في واحدة من أبشع فصول القمع والاستبداد التي شهدها العراق.
الصورة ليست مجرد ذكرى عائلية؛ إنها شاهد صامت على أرواح أُزهقت ظلمًا، تروي قصة كيف كان يُحكم على الأحلام والأشخاص بالإعدام بمجرد صورة، وكيف دفع شباب العراق ثمن حريتهم وكرامتهم بدمائهم.
لنتذكرهم.
Share this content:


