×

السؤال الحقيقي.. ليس هل نشارك أم لا.. بل هل نسمح لغيرنا أن يقرر مصيرنا ونحن صامتون .؟؟؟

اخر الاخبار والمواضيع

الانتخابات

السؤال الحقيقي.. ليس هل نشارك أم لا.. بل هل نسمح لغيرنا أن يقرر مصيرنا ونحن صامتون .؟؟؟

السؤال الحقيقي ليس : هل نشارك أم لا؟
بل: هل نسمح لغيرنا أن يقرر مصيرنا ونحن صامتون .؟؟؟
البعد النفسي والدستوري والقانوني والفكري للانتخابات :
الإنسان، بطبيعته، يبحث عن وسيلة للتعبير عن ذاته وصوته وحقوقه.
لكن في المجتمعات التي يختنق فيها الناس تحت ثقل الفساد أو الإحباط، تتولد نزعة للانسحاب أو للعنف.
هنا تأتي الانتخابات كصمام أمان نفسي، تمنح الفرد شعوراً بالمشاركة والتأثير في صناعة القرار.
إنّ عملية التصويت ليست مجرد ورقة تُلقى في صندوق، بل هي علاج جماعي للشعور بالعجز، ورسالة للذات أن التغيير ممكن عبر الوسائل السلمية.
البعد القانوني والدستوري:
من الناحية الدستورية، تُعد الانتخابات أساس الشرعية السياسية ، إذ لا يمكن لأي نظام أن يدّعي تمثيل الشعب من دون المرور عبر هذا الاختبار الشعبي.
القانون يضع الضمانات لمبدأ تكافؤ الفرص، حرية الاختيار، ونزاهة المنافسة.
وغياب الانتخابات يعني عملياً غياب العقد الاجتماعي الذي يربط بين الشعب والدولة. لذلك، ينص معظم دساتير العالم – ومنها الدستور العراقي – على أن السيادة للشعب، يمارسها بالاقتراع السري العام المباشر.
البعد الديني :
في الفكر الإسلامي، تجد بعض المذاهب الاسلامية أن الشورى أصلٌ في الحكم، قال تعالى: «وأمرهم شورى بينهم» (الشورى: 38).
والشورى في جوهرها تعني مشاركة الأمة في القرار وعدم انفراد شخص أو طبقة بالسلطة.
وغيرها تجد الجعل والتعيين النص الالهي ولكن في الوقت المعاصر ان الانتخابات الحديثة ليست إلا آلية معاصرة لتحقيق مبدأ الشورى، وضمان سماع صوت المستضعفين قبل الأقوياء.
وقد أكد العديد من العلماء والمفكرين والعقلاء ورجال القانون أن العدالة لا تقوم إلا بمشاركة الأمة في اختيار من يدير شؤونها.
البعد الاجتماعي والإنساني:
الانتخابات تمنح فرصة للفئات الضعيفة، لذوي الدخل المحدود، وللشباب والنساء، كي يعبّروا عن مصالحهم. في مجتمع يعاني من تفاوت طبقي صارخ مثل العراق، تصبح الانتخابات الأداة الوحيدة لردم الفجوة بين الطبقات عبر تمكين المهمشين من التأثير في القرار.
أقوال وآراء مفكرين عن أهمية الانتخابات:
• علي الوردي: “الانتخابات هي السلاح الحقيقي للتغيير، وهي أرقى من السلاح والطلقة”، لأنّها وسيلة تحافظ على الدماء وتفتح باب الإصلاح السلمي.
• أبراهام لنكولن: “الانتخابات ليست الكمال، لكنها أفضل وسيلة ابتكرها الإنسان لمنع الاستبداد.”
• غاندي: “صوت واحد نزيه أقوى من رصاصة، لأنه يُحيي أمة بدل أن يقتل فرداً.”
• جان جاك روسو: “السيادة لا تُجزأ، والشعب لا يُمثَّل إلا عبر إرادته الحرة.”
وعشرات بل ومئات التجارب الديمقراطية في العالم في الوقت الراهن قد انهت زمن بيان رقم { 1 } والانقلابات كذلك قد ولت من غير رجعة لانها عبارة عن بحر من الدماء !!
الإشكالية المطروحة:
لماذا التوجه للانتخابات من جهات دون جهات أخرى ؟ والكيل بمكيالين ؟
الاجابة على ذلك :
رغم أن الساسة جميعاً – شيعة وسنة وكرد وغيرهم – في مركب واحد، إلا أنّ بعض القوى تحاول دفع قواعدها الشعبية للمشاركة بينما تزرع الإحباط في قواعد الآخرين.
ذلك لأن المشاركة الانتقائية تصنع اختلالاً في ميزان القوى، وتضمن بقاء النخب المسيطرة في السلطة.
وهنا تأتي خطورة العزوف عن التصويت ، إذ يتحول إلى تفويض غير مباشر للفاسدين.
المستخلص النفسي والقانوني والدستوري
الانتخابات ليست ترفاً سياسياً ولا طقساً شكلياً، بل هي ضرورة نفسية، قانونية، دستورية، ودينية بالمنظور المتقدم .
إنها الأداة الوحيدة التي تمكن الشعب من إسقاط غير المرغوب فيهم من دون إراقة دماء، وتحافظ على السلم الأهلي.
.
سالم حواس الساعدي
مستشار قانوني واعلامي
تخصص دقيق عمليات وحرب نفسية
جامعة بغداد

(سالم حواس الساعدي)
(سالم حواس الساعدي)

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك