اليمن في الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر: سيفشل العدوان وطريق المواجهة متصاعد
في الذكرى الحادية عشرة لثورة 21 سبتمبر، يطل اليمن على العالم بمشهد مختلف عن ما توقعه المعتدون قبل أكثر من عقد من الزمن. فبعد عشر سنوات من العدوان الذي قادته السعودية والإمارات بمشاركة وإشراف أمريكي – صهيوني، وتورطت فيه أكثر من 17 دولة، ثبت أن جميع رهانات هذا التحالف العدواني على القوة العسكرية والمال السياسي قد باءت بالفشل.
دخلت السعودية والإمارات في عدوان مباشر على اليمن معتقدة أن اليمن يمكن إسقاطه خلال أسابيع، لكن الحسابات الميدانية والواقع الشعبي المتماسك والثابت فاجأتهم. على الرغم من إنفاق مليارات الدولارات على السلاح والتحالفات الدولية، تعرّى ضعف الإمكانات العسكرية والاستراتيجية لتحالف العدوان وتراجع مصداقية كبار قادته أمام العالم. كل العمليات المتعاقبة، من “عاصفة الحزم” إلى الحصار المستمر إلى العدوان الأمريكي والصهيوني، فشلت في كسر إرادة الشعب اليمني، الذي أظهر أن اللحمة الوطنية والإيمان بالحق أقدر على الصمود من المال والسلاح.
على وقع معركة “طوفان الأقصى”، أكد اليمن موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، سواء على المستوى الشعبي أو العسكري أو السياسي أو الإعلامي. أصبحت اليمن اليوم جزءًا متقدّمًا من المواجهة وقوة مؤثرة في المشهد الإقليمي، يظهر المساندة الحقيقية مع الشعب الفلسطيني، ويرسم خطوطًا واضحة لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد الأمة. هذا الدور ليس شعارًا فحسب، بل انعكس في خطوات عملية واستراتيجية على المستوى العسكري والشعبي والرسمي، أظهرت قدرة اليمن على إسقاط محاولات الهيمنة الأجنبية.
القوات المسلحة اليمنية أثبتت جدارتها في إسناد غزة وفي الرد على الاعتداءات الأمريكية والصهيونية عبر تنفيذ عمليات دقيقة في العمق المحتل، وأظهرت قدرتها على تعطيل وحصار الملاحة الصهيونية. هذه التطورات العسكرية هي جزء من استراتيجية الموقف الثابت والمساند مع القضية الفلسطينية وأيضًا دفاعية وتحكم في مسار الصراع الإقليمي. فشل التحالف الأمريكي والصهيوني ومعه العدوان السعودي والإماراتي أثبت مرة أخرى أن القوة المباشرة لا تكفي لفرض إرادة على شعب صامد. بينما يعزز اليمن مكانته الإقليمية ويؤكد تمسكه بسيادته وموقفه الثابت والمبدئي مع القضية الفلسطينية ليُثبت للعالم أن الحق والصمود أقوى من المال والسلاح.
في الذكرى الحادية عشرة، يجدد اليمنيون العهد بالشهداء والجرحى، ويؤكدون استمرار الوقوف مع غزة حتى وقف العدوان عليها وفك الحصار والتمسك بالقضية الفلسطينية ثابت بما يحقق كرامة الشعب الفلسطيني والشعب اليمني.
عبدالخالق دعبوش كاتب يمني

Share this content:


