×

اليمن.. شعب وقائد يرسمان ملامح العصر في زمن طوفان الأقصى

اخر الاخبار والمواضيع

اليمن.. شعب وقائد يرسمان ملامح العصر في زمن طوفان الأقصى

اليمن.. شعب وقائد يرسمان ملامح العصر في زمن طوفان الأقصى

منذ السابع من أكتوبر لحظة انطلاق طوفان الأقصى لم تهدأ الساحات اليمنية ولم تخفت الحناجر التي تصدح بالحرية لفلسطين والموت لأمريكا وإسرائيل. الملايين خرجت في صنعاء وصعدة والحديدة وذمار وتعز وإب والبيضاء وغيرها لتشكل أكبر حشد شعبي شهدته الأمة نصرة للقدس وغزة. لم يشهد العالم كله مشهداً يضاهي المشهد اليمني، فبينما اقتصرت بعض العواصم على تجمعات محدودة ملأت الملايين في اليمن الساحات، في بلد محاصر منذ تسع سنوات يعيش ظروفاً اقتصادية خانقة لكنه أثبت أن فلسطين جزء من وجدانه وهويته وأن معركته مع العدو الصهيوني هي جزء من معركته الكبرى مع الاستكبار.

الموقف الشعبي انسجم تماماً مع الموقف الرسمي، فالحشود في الشارع كانت توازي مواقف القيادة السياسية والعسكرية التي جعلت من اليمن ركناً أساسياً في محور المقاومة. ومع كل مسيرة جماهيرية كانت القوات المسلحة اليمنية تنفذ عمليات نوعية في البحر الأحمر وباب المندب وصولاً إلى قصف المطارات والمدن الصهيونية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، في معادلة أربكت العدو وجعلته يذوق شيئاً مما تذوقه غزة المحاصرة. الحصار الاقتصادي الذي فرضته صنعاء على الكيان عبر منع السفن المتجهة إلى موانئه أصاب اقتصاد الاحتلال بالشلل ورفع كلفة الحرب عليه إلى مستويات غير مسبوقة.

دخلت أمريكا بكل ثقلها العسكري لحماية الكيان ونشرت حاملات الطائرات والمدمرات في البحر الأحمر وبحر العرب، لكنها وجدت نفسها أمام قوة يمنية لا تستهين بالعدو ولا تخشى التصعيد، فتلقت الضربات وضاقت بها البحار واضطرت إلى تقليص وجودها والانسحاب بعد أن فشلت في حماية السفن الإسرائيلية والأمريكية. إنه مشهد جديد في المنطقة يرسم موازين قوى مختلفة: اليمن المحاصر يهزم أعظم قوة عسكرية في العالم ويجعلها تبحث عن مخرج آمن.

هذا الصمود الشعبي وهذا الفعل العسكري يستند إلى قائد استثنائي هو السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، الذي يمثل روح هذا الشعب وعقيدته في هذا العصر. خطابه الهادي والحاسم منح اليمنيين ثقة بالنصر وربط الداخل بجبهة الأمة الواسعة، ليصبح قائداً لا لليمن فقط بل رمزاً لكل الأحرار الذين يبحثون عن نموذج قيادي نقي يمثل الدين والإنسانية في زمن التخاذل.

ولم يكن اليمن وحده في الساحة، فالعراق بمقاومته الشريفة سجل موقفاً بطولياً في استهداف القواعد الأمريكية ومساندة غزة، ولبنان عبر حزب الله قدم ملحمة ميدانية على الحدود مع فلسطين المحتلة أربكت الكيان وأرهقته وجعلته محاصراً من الشمال والجنوب والشرق. هكذا تلاقت المواقف من صنعاء إلى بغداد وبيروت لتصنع محوراً واحداً لا ينكسر، محوراً يقول للعدو إن معركتك مع الأمة كلها لا مع غزة وحدها.

عراق واحد للجميع
عراق واحد للجميع

لقد صنع اليمنيون في زمن طوفان الأقصى لوحة تاريخية ستبقى شاهدة على أن شعباً محاصراً يمكن أن يتحول إلى قوة عظمى بإيمانه ووعيه، وأن الملايين التي خرجت في الساحات لم تكن مجرد أرقام بل إعلاناً عن ولادة مرحلة جديدة في المنطقة، مرحلة عنوانها: فلسطين هي قضيتنا المركزية، والقدس هي بوصلتنا، ومواجهة أمريكا وإسرائيل هي قدرنا، والنصر وعد الله للمستضعفين

عبدالخالق دعبوش
صحفي يمني

عبدالخالق دعبوش صحفي يمني
عبدالخالق دعبوش صحفي يمني

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك