×

التحديات الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي في القانون

اخر الاخبار والمواضيع

القاضي عواد حسين ياسين العبيدي/ نائب رئيس محكمة استئناف كركوك

التحديات الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي في القانون

يواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في المهنة القانونية العديد من التحديدات الأخلاقية، منها ما يتعلق بالثقة في القرارات الناتجة عن الأنظمة الذكية، وتأثيرها على القرارات القانونية وتتمثل ابرز التحديات في ما يأتي:-

اولاً :- الثقة في القرارات القانونية

  قد ينتج الذكاء الاصطناعي توصيات قانونية مبينة على أنماط سابقة، ولكن السؤال الذي يثار هل يمكن الاعتماد على هذه التوصيات بشكل كامل في اتخاذ القرارات المصيرية؟

  للإجابة على هذا السؤال نقول: إن أكثر الأنظمة تطوراً غير قادرة على فهم التفاصيل الدقيقة للقضايا وما يترتب على هذا العيب قصور التسبب في القرارات في حين ان التشريعات القانونية نشير صراحة على انه يجب ان تكون الاحكام مشتملة على الأسباب التي بنبت عليها وأن تستند الى أحد أسباب الحكم المبينة في القانون كما ان على المحكمة ان تذكر في حكمها على الأوجه التي حملتها على قبول أو رد الادعاءات والدفوع التي أوردها الخصوم والمواد القانونية التي استندت اليها المادة (159) من قانون المرافعات العراقي.

  فالتسبيب للأحكام هو ضمانة من ضمانات التقاضي ولا بد ان يكون الحكم مبنياً على أسباب صحيحة وواضحة.

ثانياً :- نقص الشفافية

  بعض الأنظمة الذكية تعتمد على الصندوق الأسود (Black Box) والصندوق الأسود هو مصطلح يستخدم لوصف نظام أو جهاز يتم التعامل معه بناءً على مدخلاته ومخرجاته دون معرفة تفاصيل عمله الداخلية.

  فالصندوق الأسود في العلوم والحوسبة والهندسة هو نظام يمكن رؤيته من حيث مدخلاته ومخرجاته، دون معرفة طريقة عمله الداخلية تشغيله (معتم) (اسود).

  إن الابهام في معرفة العمل في الصندوق الأسود يجعل من الصعوبة بمكان تفسير كيفية اتخاذ القرار مما يثير العديد من التساؤلات حول الشفافية في العمل وفي اتخاذ القرار.

ثالثاً :- الاعتماد الزائد على حق التكنولوجيا.

  إن التطور الهائل لأنظمة الذكاء الاصطناعي يغري الكثير من العاملين في الحقل القانوني من الاعتماد على هذه الأنظمة الذكية والتخلي عن مهاراتهم الشخصية مما يثير المخاوف حول تقليل التدريب القانوني العميق والحصول على الخبرة العملية.

رابعاً :- التأثير على الخصوصية وحقوق الافراد

  يعد الحق في الخصوصية من حقوق الانسان وعنصراً في العديد من التقاليد القانونية التي يمكن ان يخطر على الحكومة والقطاع الخاص اتخاذ إجراءات يمكن ان تهدد خصوصية الافراد.

  ويحدد الفقيه (شافان) مضمون الحياة الخاصة بأنه:- ((أن المراكز أو الأنشطة التي يحق للشخص فيها ان يترك لخصوصيته تشكل جزءً لا يتجزأ من مجال الحياة الخاصة)) ويتفرع عن حق الخصوصية حقين اساسين: يعبر عن احداهما بــ:- (حرمة المسكن) ويطلق على الثاني:- (سرية المراسلات).

  وبناءً على ما تقدم فأن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الأدلة القانونية يمكن ان يشكل تهديداً للخصوصية حيث يقوم بتحليل بيانات حساسة أو شخصية للأفراد المعنين بالقضايا بما يترتب على ذلك في أحيان كثيرة انتهاك لحقوق الافراد.

  حاصل القول:- إن التحديات الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي في القانون هو امر محفوف بالمخاطر والتحديات ولا بد من أن يكون استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفق اخلاقيات معينة بما يحافظ على خصوصية الافراد ويحقق العدالة بشكل سليم وصحيح.

. . .القاضي عواد حسين ياسين العبيدي/ نائب رئيس محكمة استئناف كركوك

القاضي عواد حسين ياسين العبيدي/ نائب رئيس محكمة استئناف كركوك
القاضي عواد حسين ياسين العبيدي/ نائب رئيس محكمة استئناف كركوك

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك