×

الخيانة الزوجية والعقائدية نموذجًا خطيرًا لاستخدام النساء في الصراعات الدينية والسياسية

اخر الاخبار والمواضيع

(سالم حواس الساعدي)

الخيانة الزوجية والعقائدية نموذجًا خطيرًا لاستخدام النساء في الصراعات الدينية والسياسية

نقدم تحليلاً نفسيًا، اجتماعيًا، شرعيًا، وقانونيًا شاملًا عن الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) في ذكرى استشهاده هذا اليوم السابع من صفر 1447 هجرية ، مسمومًا على يد جعدة بنت الأشعث بتحريض من معاوية بن أبي سفيان، مع استلهام الدروس والعبر المعاصرة من سيرته:

الإمام الحسن (عليه السلام): صبر القائد وسمو النفس في وجه الغدر

(سالم حواس الساعدي)
(سالم حواس الساعدي)

تمهيد:

تحل ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، سبط رسول الله وابنه البكر، في أجواء يغلب عليها التأمل في القيم النبوية التي جسدها في حياته. قُتل مسمومًا غدرًا على يد زوجته جعدة بنت الأشعث، بتحريض من معاوية بن أبي سفيان الذي وعدها بالمال والزواج من يزيد، في عملية اغتيال سياسية ودينية لا تخفى آثارها حتى اليوم.

1. البُعد النفسي: الإمام الحسن والمقاومة بالصبر والحكمة:

الإمام الحسن كان يعيش في صراع نفسي مرير: بين المطالبة بحقه الشرعي بالخلافة، وبين حفظ دماء الأمة ومنع الفتنة. انسحابه من الحرب وتوقيعه الصلح مع معاوية لم يكن ضعفًا، بل نضجًا نفسيًا عميقًا:

• تعامل مع الانقسام في الأمة برؤية استباقية قلّ نظيرها.

• تحمّل الغدر والطعن في شخصيته، لكنه لم يرضَ أن يُستخدم اسمه أداة لحرب أهلية.

العبرة النفسية:

القوة ليست في الانتقام، بل في القدرة على ضبط النفس في وجه التحريض والظلم. درسهُ رسالة إلى كل من يعيش صراعًا داخليًا بين “الحق والمصلحة” أن يستنير ببصيرته لا بانفعالاته والانفعالات في علم النفس لها مدلولات ناتجة عن علاقتها بالدوافع .

2. البُعد الاجتماعي: قائدٌ يرى الناس قبل نفسه:

رأى الإمام (عليه السلام) أن الحرب ستؤدي إلى إراقة دماء آلاف الأبرياء. ولأنه وريث النبي، كان يرى أن حماية المجتمع أولى من تحقيق السلطة:

• استشعر مسؤوليته تجاه الأرامل، الأيتام، والمساكين الذين سيدفعون ثمن الحرب.

• عالج الانقسام الداخلي في صفوف أنصاره بصبر عظيم.

العبرة الاجتماعية:

في زمن الانقسامات الحادة، نحتاج إلى قادة لا يرون في الجماهير أدوات صراع، ولايجعلونهم حطب مناصبهم ، بل أمانة تستحق السلام والحياة.

التضحية بالمصلحة الشخصية لأجل الصالح العام هو جوهر القيادة الاجتماعية.

3. البُعد الشرعي: الصلح مشروع شرعي في ظل الضرورة:

• الإمام الحسن هو الإمام المنصوص عليه، والصلح مع معاوية جاء وفق شروط واضحة تضمنت حماية أهل البيت، ورفض توريث الحكم.

• خالف معاوية الشروط، لكنه أظهر زيف نواياه أمام التاريخ.

العبرة الشرعية:

الإسلام لا يقدّس القتال لأجل القتال، بل يشرّع الهدنة إن كان فيها دفع للضرر وحقن للدماء. الإمام الحسن جسّد فقه الأولويات و”درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح”.

4. البُعد القانوني: جريمة القتل السياسي بين الأمس واليوم:

• اغتيال الإمام الحسن بالسم هو جريمة اغتيال سياسي مكتملة الأركان:

• التحريض.

• التنفيذ عبر وسيط (جعدة بنت الاشعث).

• المكافأة (الزواج من يزيد، الذي لم يحصل لاحقًا بل كان خدعة ).

• مثل هذه الجريمة، في قوانين اليوم، تدخل في نطاق:

• القتل العمد مع سبق الإصرار.

• الاغتيال السياسي وانتهاك حقوق الإنسان.

• استخدام المرأة أداة للقتل: جريمة مزدوجة أخلاقياً وقانونياً.

العبرة القانونية:

العدالة لا تسقط بالتقادم، والسكوت عن الجرائم السياسية يُعيد إنتاج الطغيان. واستشهاد الإمام الحسن عليه السلام وثيقة تاريخية ضد ثقافة الإفلات من العقاب.

ولهذا فأن احياء مثل هذه المناسبات العظيمة والكريمة وبإصرار هو ضد ثقافة الافلات من العقاب ، وتذكير الناس بها خشية ضياع حقوقهم وتخويف الطغاة على مر العصور من التمادي .

كيف نستلهم الدروس والعبر؟

1. في السياسة: لا تكن أداة لمصالح من لا يؤمن بعدالة قضيتك.

2. في النفس: الصبر هو ذروة القيادة، لا علامة الضعف.

3. في الاجتماع: راقب كيف تُستخدم العواطف والمذهبية لتبرير الإقصاء.

4. في القانون: يجب أن تُحاسب أنظمة الاغتيال، سواء كانت فردًا أم دولة.

5. في الدين: الإمام الحسن لم يُفرّط، بل قدّم أنبل صور الإيمان السياسي الأخلاقي.

في الختام اود القول :

الإمام الحسن (عليه السلام) لم يُقتل فقط بالسم، بل بخيانة القيم، نعم بخيانة القيم وخيانة الزوجية، وبجشع الطامعين بالسلطة، لكنه بقي حيًا في الضمير الإسلامي. ذكراه دعوة لأن نُراجع ضمائرنا، وأن نستلهم من صبره ووعيه طريقًا لنهضة الأمة في مواجهة الجهل والفرقة والاستبداد.

(سالم حواس الساعدي)

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك