
شيخ الأزهر: ما يمارسه الاحتلال الصهيوني ضد أهل غزة المسالمين جريمة مكتملة الأركان
أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب، اليوم الثلاثاء، أن ما يُمارسه الاحتلال الصهيوني من تجويع قاتل ومُتعمَّد لأهل غزَّة المُسالمين، جريمة إبادة جماعية مُكتملة الأركان.
وقال الطيب في بيان، وتابعه موقع عراق واحد للجميع: إن “الأزهر أطلق صرخته الحزينة ونداءه العالمي المكلوم، الذي يستصرخ به أصحاب الضمائر الحيَّة من أحرارِ العالم وعقلائِه وحكمائِه وشرفائه مِمَّن لا يزالون يتألمون من وَخزِ الضمير، ويؤمنون بحرمة المسؤولية الإنسانية، وبحقوق المستضعفين والمغلوبين على أمورهم وعلى أبسطِ حقوقهم في المساواة بغيرهم من بني الإنسان في حياةٍ آمنة وعيش كريم، من أجلِ تحركٍ عاجلٍ وفوريٍّ لإنقاذِ أهل غزة من هذه المجاعة القاتلة، التي يفرضها الاحتلال في قُوَّةٍ ووحشيةٍ ولا مبالاة لم يعرف التاريخُ لها مثيلًا من قَبل، ونظنه لن يعرف لها شبيهًا في مستقبل الأيام”.
وأضاف البيان، أن “الضمير الإنساني اليوم يقف على المحك وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء يُقتَلون بدمٍ باردٍ، وأنَّ مَن ينجو منهم من القتلِ يَلْقَى حتفه بسببِ الجوع والعطش والجفاف، ونفاد الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موتٍ مُحقق”.
شدد الأزهر على أن “ما يُمارسه الاحتلال البغيض من تجويعٍ قاتلٍ ومُتعمَّد لأهل غزَّة المُسالمين، وهم يبحثون عن كسرة من الخُبز الفُتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة لهو جريمة إبادةٍ جماعية مكتملة الأركان”.
وأضاف، أن “من يمد هذا الكيان بالسلاحِ، أو يُشجعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريكٌ له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحكم العدل، والمنتقم الجبار، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكَّروا جيدًا الحكمة الخالدة التي تقول: “أكلنا يوم أكل الثور الأبيض”.
وتابع، أن “الأزهر وهو يغالب أحزانه وآلامه، ليستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع لصدِّ هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكلٍ فوري، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية؛ نتيجة استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية”.
وختم البيان، أن “الأزهر ليبرأ أمام الله من هذا الصَّمت العالمي المُريب، ومِن تقاعسٍ دولي مخز لنُصرةِ هذا الشَّعب الأعزل، ومن أي دعوة لتهجير أهل غزة من أرضهم، ومن كل مَن يقبل بهذه الدعوات أو يتجاوب معها، ويحمل كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، والبطون التي تتضوَّر جوعًا في غزة الجريحة”.
Share this content: