×

عزيز الدفاعي: “خسوف (قمر الطائفية )…..وبياض وجه الشيخ الانصاري !!!!

اخر الاخبار والمواضيع

عزيز الدفاعي

عزيز الدفاعي: “خسوف (قمر الطائفية )…..وبياض وجه الشيخ الانصاري !!!!

يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى.
من خطبه الوداع اللنبي محمد صلى الله عليه وآله
في المشهد العراقي المأزوم، لم تعد السقطة الأخلاقية ذات العمق الطائفي الفاشي حدثًا استثنائيًا، بل باتت جزءًا من الخطاب العام، التحريضي الذي ذبح العراق بعد سقوط نطام ال المجيد القمعي الدموي فبعد ان صرخ رئيس البرلمان المشهداني (بالتبول على العراق ) ها نحن أمام نموذج صارخ: حملة منفلتة مسعوره تستهدف الشيخ الأنصاري، لا بسبب ارتكابه جريمة، ولا لإثارته فتنة ولا تكفيره لاحد ، بل لأنه عبّر عن اجتهاد فقهي أو موقف فكري لا يُرضي جمهورًا ما في دوله كفل دستورها حريه التعبير …
الحملة تجاوزت كل الاخلاق ، وتحوّلت إلى موجة عنف لفظي وعنصري فاقعة، وصلت حد السخرية العنصريه من لون بشرته وأصله، كما فعلت المحامية قمر السامرائي التي وصفته بأنه “مخلوق صومالي” و”الخنفسانة الخارجة من البالوعة”، !!!في إهانة علنية لخلق الله تعالى وسلوك تحريضي ممنهج لا يمكن فصله عن النَفَس الطائفي والعنصري. ولو حدثت في اي دوله تحترم حقوق الانسان لواجه المعتدي اشد عقوبه قانونيه .
ما يُثير الذهول ليس فقط مستوى الإساءة، بل صمت بعض الجهات المعنية وفي مقدمتها القضاء العراقي ، وكأن الكرامة الإنسانية تخضع لحسابات الانتماء. والسؤال هنا: أين كانت هذه الغيرة عندما صدرت فتاوى علنية من عشرات رجال الدين في العراق والمنطقة، تدعو لقتل الشيعة صراحة، وتصفهم بأقذر النعوت الطائفية والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الابرياء؟؟؟
أين كانت الأصوات- ايتها المحاميه والمرشحة لعضويه البرلمان – عندما اعترف خميس الخنجر، وهو أحد أبرز حلفاء العملية السياسية اليوم، بأنه قضى 15 عامًا يحرض على قتال الشيعة، وأنه بايع أبو بكر البغدادي علنًا؟ ألم يكن من الأجدى أن يُسأل عن دعمه للإرهاب بدل أن يُستقبل كـ”رجل مرحلة”؟
ومن ينسى ذاك المشهد الكارثي حين ظهر عدد من خطباء الفتنة في ساحات الاعتصام، رافعين شعارات مثل “قادمون يا بغداد”، في مشهد لم يكن احتجاجًا مدنيًا، بل إعلانًا مسبقًا لحرب طائفية شاملة؟ سبقت وصول داعش وذبحت ٢٥٠٠ طالبا في تكريت خلال يومين ؟؟؟
ألم تكن تلك الشعارات إيذانًا بإشعال الأرض من الموصل إلى بغداد، برعاية صريحة من شيوخ ووجهاء وسياسيين، اختفوا عن المشهد لاحقًا بعد أن أُغرق البلد بالدماء؟ هؤلاء لم تُفتح ضدهم تحقيقات، ولم تُوجَّه إليهم تهم تحريض ولا كراهية ولا إساءة، بل تم تدويرهم في العملية السياسية واحتضنتهم بعض الفضائيات كـ”معتدلين”.وو( وجوههم بيضاء)!!!
والذي يحدث مع الشيخ الأنصاري اليوم هو انعكاس لتلك العقلية نفسها. والنهج الفاشي الاجرامي التحريضي لغايات انتخابيه فحين يُغض الطرف عن دعوات السلاح والطائفية والذبح، ويُهاجم رجل دين لمجرد رأي أو لون، نكون أمام انحدار لا أخلاقي، وانتقائية طائفية في تطبيق مفاهيم الحرية والدستور والقانون. والأكثر استفزازًا،
أن هذا الهجوم لم يلتفت مثلًا إلى الشيخ الغريري الذي ظهر مؤخرًا وهو يوزّع الحلوى على الناس احتفالًا بـ”ذكرى مقتل الإمام الحسين عليه السلام” في يوم عاشوراء، في مشهد فجّ يتجاوز مجرد الرأي المختلف، إلى ازدراء علني لشعيرة دينية تمثل وجدان ملايين العراقيين او عندما اعتقل شيخ يغتصب الاطفال وهو يعلمهم القران . لم يُوصف هذا الفعل بالتحريض، ولم تُطلق عليه جيوش الشتائم ذاتها، فقط لأنه صدر من الجهة “المناسبة” سياسيًا وطائفيًا.
وهذا التناقض ليس جديدًا. ففي ثلاثينيات القرن الماضي، طُرد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري من التعليم، بقرار من الماسوني القومي التركي ساطع الحُصري، فقط لأنه كتب قصيدة امتدح فيها جمال طبيعة إيران. يومها قيل له: “أنت معلم عجمي، قلبك في طهران ولسانك في بغداد”. هذا النمط من التفكير لا يُعادي الرأي فقط، بل يُعادي الوجود المختلف، ويُمارس الإلغاء والتمييز بشتى صوره، سواء بلغة “النهضة القومية” أو عبر منصات الشتيمة في وسائل التواصل.
أما من الناحية القانونية، فإن ما صدر من إساءات وتحريض بحق الشيخ الأنصاري يُعد خرقًا واضحًا للدستور العراقي الذي يجرّم العنصرية والطائفية، كما في المادة (7)، ويقيّد حرية التعبير بعدم المساس بكرامة الآخرين حسب المادة (38). ويؤكّد قانون العقوبات على ذلك أيضًا، حيث يُعاقب على التحريض الطائفي، القذف، والسب، وفق مواد صريحة (200، 433، 434)، وهي نصوص كفيلة – إن طُبّقت بعدالة – بردع كل من يروّج للتمييز أو يشوّه سمعة الآخرين لأسباب سياسية أو طائفية.فاين هو القضاء العراقي ؟؟؟؟
المجتمع لا يُبنى بالتسقيط، ولا تنهض الأمم على الشتيمة، ومن يريد مناقشة الشيخ الأنصاري فليرد عليه بالحجة لا بالتحقير، بالفكر لا بالعنصرية ولون البشره التي عرف بها موذن رسول الله صلى الله عليه وآله بلال الحبشي وإلا، فإن الصمت عن هذه الموجات المنفلتة سيجعل من الكراهية عرفًا، ومن الطائفية هوية بديلة، ومن السباب وسيلة وحيدة لتصفية الحسابات، وكسب الانتخابات السياسية والدينية على حد سواء.
اين هي نقابه المحامين وهيئة الاعلام والا تصالات والمفوضية العليا للانتخابات تجاه هذا العدوان الفاشي على مواطن عراقي ؟!!!

Share this content:

عراقي عربي مسلم متعلم في سبيل النجاة مهتم بالشان السياسي والقانوني مستشار قانوني ادارة موقع الشبكة من اجل ثقافة قانونية والخبر الصحيح ادارة عراق المودة لاستضافة المواقع

ربما تكون قد فاتتك