قمة ألاسكا: لعبة كبرى على حساب العرب وفلسطين

بينما العالم يراقب قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين، يجلس العرب والمسلمون على مقاعد المتفرجين، وغزة تُحاصر، وفلسطين تُنسى. القمة التي قد تُسوَّق على أنها لقاء دبلوماسي عابر، هي في الواقع لعبة كبرى لصرف الأنظار عن جرائم الكيان الصهيوني وتمهيد الطريق لتوسعه.

ترامب وبوتين يشغلان العالم بالمفاوضات حول أوكرانيا والصفقات الاقتصادية، بينما الكيان الصهيوني يوسع حصاره على غزة، ويرتكب الجرائم بلا رادع. في الوقت نفسه، العرب والخليج يساهمون بشكل غير مباشر في تمويل خسائر أوكرانيا، ما يتيح لإسرائيل تعزيز نفوذها وفرض واقع جديد في المنطقة تحت مسمى “إسرائيل الكبرى”.

القمة تكشف مرة أخرى التناقض الصارخ بين مصالح القوى الكبرى ومصالح الأمة العربية والإسلامية. بينما يسعى الغرب وروسيا لتحقيق مكاسب استراتيجية مؤقتة، تُترك القضايا العربية الرئيسية خارج الاهتمام، وتصبح فلسطين وغزة مجرد أرقام في صفقات لا تهتم بالحقوق ولا بالقيم.

إن أي غفلة أو استسلام لهذه الترتيبات يعني خطرًا مباشرًا على الأمن القومي العربي والإسلامي، ويتيح للكيان الصهيوني فرصة للتوسع دون رادع، متجاهلًا كل القوانين والأعراف الدولية.

الرسالة واضحة: قمة ألاسكا ليست مجرد اجتماع دبلوماسي، بل اختبار حقيقي للأمة العربية والإسلامية. اليقظة والمواجهة الفكرية والسياسية هي الوسيلة الوحيدة لمنع استغلال هذه القمم لصالح القوى الكبرى على حساب حقوقنا ومصالحنا

عبدالخالق دعبوش
صحفي يمني